بورتريه الرحامنة، القبيلة المتمردة
على عهد الدولة السعدية، نزح الرحامنة إلى الشمال و أشار مارمول إلى هيمنتهم على المنطقة الممتدة من أسفي إلى مراكش و شكلوا اكبر مجموعة قبلية في الحوز حيث كان بمكانهم الإسهام ب 11 ألف حارك و هو ما لم يكن بوسع دكالة أو الشاوية أن يسهموا به. بيد أن وثائق » دو كتستري » تشير إلى أنهم تمردوا ضد المولى زيدان السعدي سنة 1916 و في سنة 1628 تعرضوا للمولى عبد المالك و خلال حكم الدولة العلوية، لما استخلف السلطان المولى عبد الله ابنه سيدي محمد على مدينة مراكش سنة 1747 تمرد الرحامنة على الخليفة و طردوه إلى أسفي. و كان لهم مكانة متميزة لدى المولى سليمان الذي خاطبهم سنة 1820 بقوله ( لما ولاني الله، نوهت بكم، و عملتكم بسوس و درعة، و وليتكم مراكش و خيرتكم على جميع القبائل …. و انتم قبة الحوز و قلبه… ).
و في سنة 1861 ، تمرد الرحامنة فحاصروا مراكش أربعة اشهر حتى أوشكت على الاستسلام، فاستنهض المخزن قبائل السراغنة لمواجهتهم، إلا أن جموع المتمردين ( نحو 5000 رجل) كانت شوكتهم أقوى. و بعد أن فرغ السلطان سيدي محمد بن عبد الرحمان من فتنة » الروكي » دخل بلاد الرحامنة يوم 31 ماي 1862 في محلة قوامها 9000 رجل و مجهزة ب 14 مدفعا و مدفع » هاون » صغير، و رمت المدفعية المتمردين بسبع قذائف خلفت أإعدادا من القتلى و الجرحى، تم أمر بإلقاء ثلاث قنابل على قرية بزاوية ابن ساسي فتشتت المتمردون ( و قدم 30 رئيسا من رؤسائهم الخضوع و اتقلوا بالأغلال) و كعقاب لهم ( كان الجيش المخزني يجتاح مزروعات الرحامنة و نهب في ابن ساسي الاكباش و الثيران و الشعير و الدجاج و الملابس، حتى أن بعضهم اقتلع نعال الخيول الميتة ). و بعد أن أخد المخزن من رجالها 2000 من العسكر، استحوذ على أجزاء غنية من بلادها ( هي من أخصب البلاد و أزكاها) و انعم بأخرى على قبائل » أحمر » و » عبدة » و » لمنابهة » و » حربيل » و بما تبقى على أفراد من دائرة المخزن كما ترامى جيرانهم على أراضي متاخمة لحدودهم متذرعين بغضب المخزن على العصاة و هو ما أدى إلى تعقد كبير في البنية العقارية من حيث وجوه الاستغلال أو التصرف و واجب كل نوع إزاء بيت المال.
و في سنة 1870 ، خرجت فرقة » البرابيش » على القائد محمد بن بلى ليعم التمرد في القبيلة بعد وفاة سيدي محمد بن عبد الرحمان، لجأ المولى الحسن إلى تقسيم القبيلة إلى 9 إيالات بعدما كانت إيالتين فقط.و في سنة 1894 ، تمرد الرحامنة مناصرين المولى محمد على حساب المولى عبد العزيز بقيادة أمبارك بن الطاهر الرحماني، و بعد قضاء المخزن على هذا التمرد( شتت شملهم و فرق جمعهم و أباد قبيلتهم) ، مما اضعف القبيلة و جعلها راضخة تحت حكم القائد العيادي في بداية القرن 20. و يعتقد الأستاذ عبد الرزاق الصديقي( أن هوس تحريز المجال الرعوي و السعي إلى استرجاع ما كان يضيع منه هو الكفيل بتفسير تمرداتهم على المخزن) و جعلها تأخذ في الكثير من الأحيان طابع احتجاجات مسلحة.
Commentaires récents